ألمانيا – العدد الكبير من اللاجئين الذي وصل إلى ألمانيا خلال السنوات العدة الماضية طرح أسئلة مهمة حول كيفية دمج مئات الألوف في المجتمع الألماني وسوق العمل وكيفية تقديم آفاق على المدى البعيد لهم. واستجابتا لهذه الإسئلة نظمت العديد من الكيانات الحكومية والغير الحكومية في ألمانيا معارض للعمل لتقدم فرصة التواصل المشترك بين اللاجئين من جهة وممثليين الشركات من جهة أخرى.
حالما يحصل اللاجئ عل إذن عمل في ألمانيا، يصبح إيجاد العمل الأول خطوة كبيرة من أجل الاندماج وفي خطوة نحو توفير الاتصال وتعزيز العلاقات المتبادلة بين اللاجئين والشركات، وفرت غرفة الصناعة والتجارة وغرفة الحرف في المنطقة معرض توظيف للاجئين في مدينة فرانكفورت في 7/12/2016.
صحيح أن معظم الوافدين الجدد إلى ألمانيا لا يتكلمون اللغة الألمانية ولا معتادون على أنماط السلوك الألمانية حيث أن هذا يتم النظر له على أنه عقبة أمام التفاعل مع السكان المحليين إلا أن العديد من هؤلاء الوافدين الجدد هم على درجة عالية من الحماس و قادرين ومستعدين للعمل.
وجاء أكثر من 900 لاجئ إلى غرفة الصناعة والتجارة في فرانكفورت. بالمقابل ممثلو أكثر من 50 شركة قاموا بالحضور للإبلاغ عن فرص العمل لديهم والملفات التي يبحثون عنها.
قاموا ممثليين الشركات بإعطاء الوقت المناسب في الاستماع إلى اللاجئين وتوقعاتهم على الرغم أن معظم اللاجئين لا يتحدثون اللغة بطلاقة، لا سيما أن اللغة في كثير من الأحيان تمثل عائقا حيث أن معظم الوظائف المتاحة تطلب مستوى جيد من فهم اللغة. على سبيل المثال يجب على الموظفين أن يفهموا تعليمات السلامة تماما والتي هي باللغة الألمانية.
علاوة على ذلك تم تقديم المساعدة والمشورة مجانا للاجئين حول كيفية كتابة السيرة الذاتية وكيفية إستكمال طلابتهم. ومن أجل التغلب على عوائق اللغة في سياقات محددة قام العديد من الخبراء والمترجمين بتقديم النصح والدعم والترجمة والإجابة على الإسئلة القانونية. بالإضافة إلى ذالك قدمت الوكالة الإتحادية للعمل الدعم في بعض الحالات الفردية.
” أنا حقا أقدر معرض الوظائف خصوصا أن عددا كبيرا من الشركات قدموا الفرص المتاحة لديهم وكيفية التواصل معهم . وعلاوة على ذلك أشكر المتطوعين بمساعدتي في كتابة سيرتي الذاتية باللغة الألمانية “، قال مقدم الطلب هائل عمر لـ إم بي سي جورنال الحائز على شهادة الهندسة في صناعات الغزل والنسيج وتصنيع وإصلاح المواد المركبة.
بما أن ألمانيا تفتقر لليد العاملة بسبب إنخفاض معدل الولادات فيها فقط إصبحت اليد العاملة الجديدة موضع ترحيب. اللاجئين، إذا كانت لديهم الرغبة في بداية حياتهم في ألمانيا، فإنه من الممكن أن يكونوا عامل مساعد للاقتصاد الألماني في مواجهة النقص في اليد العاملة الماهرة في بعض القطاعات الصناعية وبالتالي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني على المدى الطويل. هذا يبدو كأنه وضع مربح للجانبين ولجميع الأطراف المعنية.
يمكن وصف الجو في معرض الوظائف خصوصا أن المتطوعيين واللاجئين المنفتحين والمهتمين كانو قادرين على تبادل الأفكار.
” على الرغم من ازدحام المكان، كانت فترات الانتظار قصيرة بسبب التنظيم الجيد “، قال طالب العمل محمد ه . لـ إم بي سي جورنال الحائز على شهادة في القانون الدولي.
معرض الوظائف المقبل للاجئين سيعقد في برلين في 27/01/2017 وسيتم تنظيمه من قبل مركز التوظيف في نيو كولن.
كرستين تالر هي طالبة دراسات عليا في المجستير الإدارة الألمانية وحاملة لسنس في الدراسات الأوربية مع التركيز على إدارة الموارد البشرية. كمديرة شابة في الموارد البشرية تعمل كرستين على إيجاد وسائل حول كيفية إندماج اللاجئين بنجاح في سوق العمل الألمانية.
ترجمة حكيم خطيب وطاهر العبسي . المادة بالإنكليزية موجودة في هذا الرابط.