حققت المعارضة التركية نصراً على الرئيس رجب طيب أردوغان بفوزها بانتخابات عمدة اسطنبول. يمثل هذا الفوز هزيمة لأردوغان لأن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان قد فقد السيطرة على واحدة من أكثر المدن التركية أهمية من الناحية الاستراتيجية.
على الرغم من أن بنالي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية، 63 عامًا، قد حصل على دعم أردوغان الكامل خلال الانتخابات، إلا أنه اضطر إلى الاعتراف بهزيمته في الانتخابات في ليلة الأحد لمرشح المعارضة إكرم إماموغلو.
ويأتي هذا الفوز بعد ما يقرب من شهرين من إلغاء أول انتخابات عقب احتجاجات حزب العدالة والتنمية الإسلامي بزعامة أردوغان، الذي ادعى وجود مخالفات واسعة النطاق في التصويت.
التشويق هذه المرة لم يدم طويلا. في 23 يونيو 2019، هزم خصم المعارضة إماموغلو، 49 عامًا، مرشح أردوغان، مخترقًا أسطورة أن أردوغان لايمكن هزمه سياسياً.
وقال يلدريم للصحافة بعد إعلان النتائج الأولى التي أظهرت فوزًا كبيرًا لمرشح المعارضة “أهنئه وأتمنى له حظًا سعيدًا، وآمل أن يخدم اسطنبول جيدًا”.
حصل إماموغلو من حزب الشعب الجمهوري اليساري (CHP) على 54.21 ٪ من الأصوات، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التابعة للدولة. قام حوالي 4.7 من أصل عشرة ملايين تركي بالتصويت لصالح إماموغلو في إسطنبول.
مع 3.9 مليون صوت، خسر خصمه يلدريم 300000 صوتًا مقارنةً بالانتخابات التي ألغيت سابقًا في أواخر مارس 2019، والتي أدان إمام أوغلو إلغاءها ووصفه بأنه “غير عادل وغير شرعي”. بشكل غير متوقع هذه المرة، اكتسب إمام أوغلو حوالي نصف مليون مقارنة بالانتخابات الملغاة السابقة.
“لقد جئنا لاحتضان الجميع” ، وقال إماموغلو “سنبني الديمقراطية في هذه المدينة، وسوف نبني العدالة. في هذه المدينة الجميلة، أعدكم بأننا سنبني المستقبل”.
لطالما قدم أردوغان نتائج انتخابات اسطنبول باعتبارها “مسألة بقاء” لتركيا. “من يفوز في اسطنبول ، يفوز في تركيا” ، أكد أردوغان مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة.
بسبب التعديل الدستوري في عام 2017، زاد أردوغان سيطرته على البلاد حيث حاول حصر السلطة في منصب الرئيس. ولكن ماحصل هو أنه أصبح الشخص المسؤول عن أي شيء وكل شيء لايسير على ما يرام في البلد.
الكاتب: حكيم خطيب: رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط للسياسة والثقافة