وفقا للنظرية التركية فإن عنصر سوري في (الدولة الاسلامية في العراق والشام) قد فجر قنبلة انتحارية في منتزه بين مكانين سياحيين رئيسيين هما متحف ايا صوفية والمتحف الازرق (رسميا مسجد السلطان احمد).

العديد من الامريكان يذهبون الى هذا المنتزه اثناء زيارة تركيا بشكل ملفت حيث انهما اثنان من اكثر المواقع للاقبال في العالم- حوالي 24 مليون زائر في عام 2014. قتل عشرة اشخاص في الانفجار، منهم تسع المان وخمسة عشر جريحا من جنسيات غير معروفة. القتيل العاشر كان سائح من البيرو. يشكل الالمان العدد الاكبر من السياح الزائرين لهذه المواقع، حوالي خمسة ملايين في السنة او حوالي عشرين بالمئة من كل السياح.

استهداف داعش لمكان سياحي هام في اسطنبول لم يكان عرضيا. فالسياحة هي واحدة من اسهل مصادر العائدات التي يمكن عرقلتها حيث يحتاج الشخص فقط للاطلاع على الخسائر الهائلة التي تعرضت لها كل من مصر و تونس بفعل العنف الناتج عن التشدد الديني. تركيا عانت ايضا حيث قدرت عائداتها السياحية بحوالي 30 مليون دولار في عام 2015 بانخفاض 15 % تقريبا عن السنوات السابقة.

87622990_50bf502d-71cb-4d94-ad2c-958adef20830

على الرغم من هجمات داعش السابقة في تركيا والتي تتقاطعت اهدافها مع تحقيق اهداف اما تركيا او الاكراد، إلا أن هذا الهجوم الاخير على موقع سياحي يدل بشكل واضح على انسحاب تركيز الدولة الاسلامية على تركيا.

تركيا هي الهدف الاولي للدولة الاسلامية، في الماضي حيث لم يتشدد الاتراك في اغلاق حدودهم المفتوحة مع سوريا، كنتيجة لذلك انتقل آلاف المقاتلين من تركيا الى سوريا متضمنا ذلك العديد من المقاتلين من اوروبا الغربية. مع استجابة الاتراك للضغط الغربي لزيادة السيطرة على حدودهم بشكل اكثر احكاما، أصبح تدفق المقاتلون الاجانب – الضروري لسد النقص في الخسائر البشرية للدولة الاسلامية – اقل لكنه لم يتوقف.

فضلت الحكومة التركية في السنة الماضية السماح للولايات المتحدة ودول حليفة اخرى باستخدام قواعد جوية متمركزة إلى شمال سوريا، بما فيها قاعدة انجرليك الضخمة التابعة للناتو، الأمر الذي أتاح للتحالف تخفيض وقت الطيران اللازم من حين الاقلاع إلى حين انتهاء تنفيذ المهمات إلى دقائق بدلا من ساعات. وأصبحت الضربات الجوية تؤثر سلباً على الدولة الاسلامية، لذلك هم يحاولون معاقبة تركيا للوقوفها في صف التحالف بقيادة الولايات الامريكية.

بهذا الهجوم في اسطنبول، لم تلفت داعش نظر تركيا فقط، بل الغرب أيضا. اشك ان الانتحتاري قد علم انه سوف يقتل مواطنين المان، وقد افترض انه كان يهاجم غربيين، امريكان واوربيين بشكل عام. من خلال اسلوبها الملتوي، في الواقع، ان اختيار داعش الهجوم على موقع سياحي تكون قد استهدفت أأنهأاتركيا والغرب في آن واحد.

يدعي القادة الاتراك ان هذا الهجوم يقوي من عزيمة الدولة فقط. انا آمل ان هذا الامر صحيح حتى ولو انهم سوف يدفعون ضريبة اقتصادية.

ريك فرانكونا خبير معروف في شؤون الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب من حليف إلى عدو – رواية شاهد عيان عن نعمة سقوط العراق، محلل عسكري في ان بي سي سابقاً و CNN حالياً، ضابط مخابرات متقاعد اللفتنانت كولونيل ريك فرانكونا يقدم أفكاره وآراء حول مواضيع مختلفة الشرق الأوسط.

ترجمة: بشار عاشور

By Mohanad Albaaly

A trained lawyer since 1997 and licensed by Damascus University Council. Mohanad is a human rights activits and he's also an editor at the MPC Journal in Arabic.