أصدر مجموعة من الشيوخ الباكستانيين من شتى المدارس والمذاهب الإسلامية يوم السبت الماضي (27 أيار) في إسلام آباد فتوى تقول أن العمليات الانتحارية والتمرد المسلح ضد الدولة لفرض الشريعة الإسلامية حرام في الإسلام.

كان ذلك أثناء مؤتمر نظمه معهد الأبحاث التابع للجامعة الإسلامية الدولية في إسلام آباد, حيث وقّع 31 عالماً دينياً على الفتوى بالإجماع.

قرأ المفتي رافي عثماني الفتوى المؤلفة من 22 بنداً, والتي تدين وتحرم العمليات الانتحارية وكل أعمال العنف السياسي, وتصف هؤلاء المتورطين بهذه الأعمال بـالخونة“.

إن استخدام العنف باسم الجهاد ليس في شيء من الإسلام, حسب الفتوى.

هذه الفتوى تدعم عمليات الجيش الباكستاني ,”رد الفسادو ضرب العصب“, حيث أُطلقت الأولى في حزيران 2014 والثانية في شباط 2017, في العديد من مناطق البلاد لاستهداف المسلحين واستعادة السلم.

من ضمن من وقّع على الفتوى مشايخ مثل رافي عثماني, مولانا حميد الحق حقاني, المفتي محمد منيب الرحمان, قاري محمد حنيف جلنداري, مولانا عبد الرزاق, المفتي محمد نعيم, العالمة سيد رياض حنيف رظفي, مولانا محمد ياسين ظفار, مولانا غلام محمد سيالفي, صاحبزادا مولانا زاهد محمود قاسمي ومحمد الحسن شاه مسعودي.

تم إطلاق اسم رسالة باكستانعلى الفتوى الموقعة بالإجماع.

قرأ البروفسور معصوم ياسينزاي رئيس الجامعة الإسلامية الدولية الفتوى, وطالب بالتحرك ضد كل القوى التي تحرض على التطرف, لأجل الوصول لتطبيق صحيح للقانون والتعامل مع الكفر وتنحية مبادئ عدالة الغوغاء.

أنقذوا الشباب

وصف الرئيس الباكستاني ممنون حسين , مخاطباً الحاضرين في المؤتمر, الفتوى أنها خطوة تاريخية“. “لقد كنا نحاول دفع رجال الدين على أن يقدموا للناس وجهة نظرٍ ضد التطرف والإرهاب, ولكنه لأمر جيد أن الجامعة الإسلامية الدولية أخذت السبق منا في هذا الشأن,” يقول حسين.

يجب أن يتم بناء موقف إسلامي مضاد لروايات المتطرفين المحرضة على الكره والإرهاب, موقف يدعو للسلم والتعايش والاحترام, حسب وصف حسين. تابع قائلاً:”نحن كمسلمون نسعى للسلم مع كل العالم, ونطمح للتقدم والوفرة والرفاه الاجتماعي لكل الانسانية.”

يأمل المحللون السياسيون و رجال الدين أن تساعد الفتوى على ردع الشباب والطبقات الأكثر عرضة للتطرف اجتماعياً من الالتحاق بالمجموعات المسلحة. “القتل هو أعظم الخطايا في الإسلام, وهؤلاء الذين يستخدمون اسم الإسلام في أعمالهم العنفية إنما يدمرون ديننا,” يقول محمد أسد الله, معلم مدرسة في بيشاور.

سامح الرسول الكريم كل أعدائه عندما دخل مكة,” يقول أسد الله في لقاء مع جريدة باكستان فورورد (Pakistan Forward), “هذا ما يعملنا إياه الإسلام, السلم والمحبة للجميع.”

سيستمع مريدو الديوباندية (مجموعة من المسلمين السنة) لهذه الفتوى وسيحاربون الإرهاب,” تقول مارفي سرمد لباكستان فورورد, محلل سياسي في إسلام آباد وناشط في المجتمع المدني. عاني الباكستانيون من 17 عاماً طوالاً من الإرهاب, وهذا الجيل الجديد من المسلحين أكثر قسوة من سابقه, تقول سرمد.

فتوى سابقة ضد الإرهاب

أصدر العديد من رجال الدين الباكستانيين في السابق فتاوى ضد الإرهاب والأعمال العنفية باسم الإسلام. فعلى سبيل المثال, مولانا حسن جان مدني كان معروفاً بآرائه الإسلامية المعتدلة وبفتاويه ضد العمليات الانتحارية. تم اغتياله في بيشاور في 17 أيلول, 2007. يعتقد البعض أن نشره لهذه الأفكار في مساجد بيشاور وجامعاتها كان سبباً في اغتياله.

محمد طاهر القادري هو رجل دين وسياسي آخر من الذين وقفوا بوجه الإرهاب. في شباط 2010, أصدر القادري فتوى من 600 صفحة, بيّن فيها حرمة كل أنواع الإرهاب, بما فيها العمليات الانتحارية التي تستهدف قوى الأمن المحلية والأجنبية. استشهدت الفتوى بالقرآن والسنة النبوية أن الإرهاب والعمليات الانتحارية أفعال ضارة غير عادلة, وبهذا فهي حرام في الإسلام.

مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تثبت أن العمليات الانتحارية غير مشروعة في الإسلام,” يقول القادري في فتواه المطولة.

 الكاتب :جاويد خان

ترجمة: مصطفى قره حمد

المصدر الأصلي للمقال هنا                                                                                                                             

By taher