قرار السنة الجديدة هو تقليد شائع في الغرب، ولكنه موجود أيضا في الشرق، حيث يقوم الناس مع بداية كل سنة جديدة بإلزام أنفسهم بوعود لتحسين أنفسهم، والتوقف عن العادات السيئة.

كل عام الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم يضعون مجموعة من القرارات الحاسمة التي يمكن تسميتها “قرارات السنة الجديدة”، وذلك كأهداف يسعون إلى تحقيقها في السنة الجديدة المقبلة. إنهم يأملون في الشروع في ألتقاط فرص جديدة لتغيير العادات القديمة، والبدء بسلوك جديد، وصناعة خيارات صحية مختلفة والسعي إلى الفرح والسعادة الرخاء.
لماذا لا تشارك اللاجئين والمشردين في هذه العملية؟

في عام 2015 وحده، هرب الملايين من الناس من الحرب والقتل والعنف والاغتصاب والجوع والقمع السياسي والمصاعب الاقتصادية. سعوا إلى الأمل وإلى المستقبل والحياة. من أجل مساعدة اللاجئين ليبقوا على آمالها والمضي قدماً على الرغم من الظروف الصعبة، فإنهم يحتاجون أيضاً أهدافاً ورؤى للسنة القادمة. هم أيضاً بحاجة لوضع قراراتهم الخاصة بالسنة الجديدة والعمل نحو مستقبل إيجابي.

Yvette Hovsepian Bearce - MPC Journal
إفيت هوفسيبيان بيرسباحثة في شؤون الشرق الأوسط ومتخصصة بالسياسة الإيرانية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
[one_fourth_last padding=”0 10px 0 10px”][/one_fourth_last]

وهنا خمس نصائح حول صنع قرارات السنة الجديدة مع اللاجئين:

مناقشة مفهوم قرار حاسم في السنة الجديدة

شرح الثقافة الألمانية للاجئين وكيف يستخدم الألمان قرارات السنة الجديدة لوضع أهداف السنة القادمة. نسألهم إذا كان لديهم نفس التقليد في بلدانهم الأصلية أو إذا كان لديهم تقاليد مختلفة في استقبال السنة الجديدة. هذا لن يوفر فقط فرصة كبيرة للمشاركة الشخصية، ولكنها ستكون أيضاً فرصة لإعطاء كلا الطرفين الفرصة ليتعلموا من بعضهم البعض. الاندماج يصبح أقل تعقيداً عندما يتم يتعرف الألمان على الثقافات والتقاليد التي يتعاملون معها. فهم “الآخر”، المعتقدات الدينية والتقاليد والثقافات أمر مهم جداً، ويشكل عنصراً حاسماً في الاندماج.

مناقشة الأهداف المحتملة للعام 2016

الرؤيا والمستقبل والأمل والحياة، أربعة مفاهيم أساسية يحتاج اللاجئ للتذكير بها باستمرار. لتحفيزهم، نناقش قرارتنا الخاصة بالسنة الجديدة وكيف كنا تخطط لمتابعة تنفيذ تلك لقرارات. ثم نطلب منهم لمناقشة رؤيتهم وآمالهم من العام 2016. مفتاح الحفاظ على قرارات السنة الجديدة قيد الإنجاز هو في وضع أهداف صغيرة وقصيرة الأجل، وتحديد موعد الهدف لتقييم التقدم المحرز الخاص بك. أمثلة من قرارات السنة الجديدة للاجئين هي تعلم اللغة الألمانية، حضور دورة في اللغة، تكوين صداقات جديدة مع الألمان، ذلك يسهم في أن يصبحوا أكثر إلماماً بالثقافة الألمانية والعادات الاجتماعية … الخ.

إرسال الأهداف المرجوة من العام 2016

مازال اللاجئون يعيشون في حالة عدم اليقين ومعظمهم لا يزال في مرحلة انتقالية للحصول على حق الإقامة الدائمة، الأمر الذي يجعل من التفكير في قرارات السنة الجديدة هو آخر الأشياء التي يمكن أن يفكروا بها. ومع ذلك، هذا يمكن أيضاً أن يكون عنصراً حاسماً في الاندماج ومحاربة اليأس والاكتئاب والخوف والقلق، الذي يعيشه معظم اللاجئين. أولئك الذين يعملون مع اللاجئين يجب أن يكونوا سباقون في التشجيع من خلال جعلها عملية ممتعة. على سبيل المثال، إعطاء اللاجئين ورقتين ومغلف، ثم اطلب منهم أن يكتبوا أهدافهم في العام 2016 على كلا الورقتين، ثم أطلب منهم أن يرسلو إحدى الورقتين بالبريد إلى عنوان سكنهم أو أن يحملوها معهم إلى سكنهم، ثم ضع الورقة الثانية في المغلف، أختم على المغلف واوعدهم بعدم فتحه حتى بداية فصل الربيع. التحدي هو أن نرى مقدار ما سوف يحققون بحلول ذلك الوقت. هذا النشاط يبلور رؤيتهم ويحدد لهم الموعد المستهدف لإعادة تقييم التقدم الذي أحرزوه.

كن الصديق المتوقع للسنة الجديدة

حفظ قرارات السنة الجديدة من الصعب على الجميع، حتى على الذين يعيشون في ظروف عادية يفشلون في الحفاظ على قراراتهم، افسح المجال للاجئ الذي يعيش وحيداً وهو يواجه الظروف الصعبة والمقلقة. تحدث معهم وشجعهم، كن الصديق، ناقش أهدافك وتقدمك معهم، واطلب منهم أن يشاركوك أهدافهم وتقدمهم. كن مسؤولاً أمامهم واجعلهم مسؤولين أمامك. حدد مواعيد وأوقات لنقاش قرارتك وقراراتهم وتقدمك وتقدمهم، في هذا العصر من الشبكات العالمية، ومع توفر الهواتف الذكية مع معظم اللاجئين سيتم التواصل بكثير سهولة.

ابحث عن كنوز مخبأة

استخدام قرارات جديدة للإعطاء اللاجئين الفرصة للتفكير في مواهبهم، وقدراتهم الفريدة، ومصالحهم الشخصية. إدراكهم ووعيهم لمرة واحدة بمواهبهم واهتماماتهم قد يجعلهم يبدأون في البحث عن فرص للانخراط في مجتمعاتهم الجديدة وفي أن يكونوا أقل حرجاً عندما يتحدثون للآخرين (الألمان) عن مصالحهم وقدراتهم. هذا يمكن أن يساعد أيضاً على إيجاد فرص العمل بطريقة أسهل بكثير من أي محاولة أخرى للحصول على عمل.
عدم وجود الحافز هو قضية رئيسية بالنسبة للاجئين بسبب ظروفهم المعيشية غير الواضحة. إنهم بحاجة للتذكير باستمرار أن هناك أملاً وأن ظروفهم هذه مؤقتة. حفزهم للمضي قدماً على الرغم من أوضاعهم. معظم اللاجئين، خصوصاً أولئك الذين يأتون من خلفيات متعلمة أو شغلوا وظائف يشعرون بأن حياتهم لا تزال معلقة، وأن أيامهم تهدر. ذكرهم بأن وضعهم مؤقت وشجعهم على التركيز على تحسين حياتهم عن طريق تعلم اللغة وغمر أنفسهم في الثقافة الألمانية. كن صديقاً ومعلماً لهم، ولكن في نفس الوقت، أجعلهم في موقف قوي بأن تطلب منهم أن يكون شركاء في المساءلة الخاصة بك. كونوا مسؤولين أمام بعضكم البعض واعملوا معاً نحو قرارات السنة الجديدة الخاصة بك وبهم. وتذكر أن تحدد موعداً للتقييم وإعادة النظر في القرارات الخاصة بك مع بداية الربيع.

[starbox id=”none”]