لعل الصوت الأبرز في لغة الحروب هو صوت الرصاص والمدافع، إلا أنه قد يكون أحياناَ صوت البيانو.فاجأ الموسيقار العالمي اليوناني الأصل ياني جمهوره وفي إحدى حفلاته في الولايات المتحدة الأمريكية بالحديث عن قصة شابة حلبية سورية تعرف عليها عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك قائلاَ:
“على صفحتي على الفيس بوك كتبت لي هذه الشابة تعليقاَ قدمت فيه نفسها. إنها تبلغ من العمر 20 عاما من حلب! هي تذهب للمدرسة! تعرفون حلب إنها تمر بأوقات ليست بجيدة! الظروف سيئة للغاية ومن الرائع أن الناس لا زالوا يذهبون الى المدارس! لقد وعدتها أن أقص ما حدث معها أمام العالم!
“لقد كانت سيلينا تستعد لامتحاناتها الجامعية، وفي الوقت الذي عزمت فيه سيلينا الذهاب من غرفة نومها الى غرفة الجلوس لجلب كمبيوترها المحمول وبينما هي في البهو، ثمَة شيء ما ناداها قائلا توقفي توقفي! وبالفعل توقف سيلينا وفي تلك اللحظة سقطت قذيفة هاون على غرفة الجلوس! نعم لقد حدث هذا الأسبوع الماضي! الكثير من متابعي صفحتي تضامنوا معها وشجعوها! لقد شعرت تلك الفتاة بصدمة بعد أن هجرت العائلة البيت في منتصف الليل والحمدلله هم بخير الآن وكانت تفكر سيلينا طوال الوقت بالعودة لإحضار كتبها والاستعداد مجدداَ للامتحانات! لقد فكرت هل هي مجنونة أنه مكان خطير هناك قنابل ابقي بعيدة عن ذلك المكان! في اليوم التالي قررت سيلينا بدء حياة جديدة واقتناء كتب جديدة! إنها فتاة جميلة وتدرس الهندسة! كم هذا رائع! سيلينا أحبك أنت عظيمة تابعي ذلك”
وتابع ياني مضيفاً:
“سأعزف مقطوعة (تقريباً همسة) لك على الرغم من أنني لم أعزفها قط! ولكن سأعزفها لك اليوم في سورية ولكل من يتابعنا من أوربا أو أمريكا، إنها من أجل حلب” ولكل الناس
https://www.youtube.com/watch?v=a3AP9RYSiis
وكانت سيلينا قد وجهت لياني رسالة شكرته فيها على موسيقاه الرائعة التي تمنحها الكثير من الطاقة الإيجابية واصفتاَ إياه بالشخص العظيم، طالبةَ منه أن يعزف مقطوعته اولموست أوسبير أو ما معناه بالعربيَة تقريباً همسة!
الجدير بالذكر أن ياني من أشهر عازفي البيانو العالميين الذين احترفوا العزف على هذه الآلة منذ الطفولة. صدر لياني عدد جيد من الألبومات التي حطمت أرقاماً قياسية بنسبة المبيعات علاوة على الإقدام الكبير على شراء تذاكر حفلاته. تابع ياني دراسته الجامعية بعلم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل لاحقاً على شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مينوسوتا.
جمانة الأسعد باحثة و اكاديمية مختصة بدراسة اثار و حضارات و تاريخ الشرق الأدنى القديم في سورية و العراق. مرشحة لنيل درجة الدكتوراه و حاصلة سابقا على درجة الماجستير في اثار و فنون الشرق القديم من جامعة روبرشت كارلس هايدلبيرغ. شاركت في العديد من المشاريع الثقافية و البعثات التنقيبية الأجنبية في سورية سابقا و في العراق حاليا. تعمل حاليا كمحاضرة للغة العربية الفصحى في المدرسة الشعبية الألمانية في هايدلبيرغ.