كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر مؤخراً أن النظام السوري يستخدم إصدار جوازات السفر كوسيلة لتمويل حربه على الشعب السوري وإهانة المنشقين والمعارضين. يوثق التقرير الانتهاكات ضد المواطنين السوريين الذين يحاولون الحصول على جوازات سفر سورية، ويكشف عن التكاليف المالية الباهظة وغير المعقولة للقيام بذلك مقارنةً بجميع دول العالم الأخرى.
ويضيف التقرير أن نظام الأسد سخر أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية لخدمة مصالح النظام الخاصة وتوطيد قبضتهم الوحشية على السلطة بما في ذلك مؤسسة الهجرة والجوازات. يوضح التقرير أن العملية التي ينطوي عليها إصدار جوازات سفر في سوريا والتي يمكن تقسيمها إلى فترتين زمنيتين رئيسيتين، استولت عليها المافيا المرتبطة بالنظام، حيث استخدمها النظام لزيادة موارده المالية.
يقول التقرير إن النظام السوري اتبع سياسة مزدوجة في إصدار جوازات السفر. من ناحية، منذ بداية الانتفاضة الشعبية حتى أبريل 2015، طُلب من جميع المتقدمين، سواء داخل سوريا أو خارجها، الحصول على موافقة من فروع الدوائر الأمنية للنظام، مما يعني أن أي شخص يشارك في الانتفاضة الشعبية وجميع المعارضين للنظام حرموا خارج سوريا من فرصة الحصول على جوازات سفر. على الرغم من أن هذا هو الموقف الرسمي، إلا أن النظام كان يدير عملية تجارية غير رسمية على غرار المافيا يمكن من خلالها هؤلاء المواطنين الحصول على جوازات سفر مقابل مبالغ ضخمة تصل إلى 5000 دولار أمريكي للشخص الواحد.
ويضيف التقرير أن الفترة الثانية بدأت بعد أن أصدر النظام السوري المرسوم التشريعي رقم 17 لعام 2015 ، والذي يسمح بإصدار جوازات سفر لجميع السوريين داخل وخارج البلاد دون أي تمييز بين معارضي النظام أو المواطنين المواليين للنظام.
خضع هذا المرسوم بعد ذلك للتعديلات التي فرضها المرسوم رقم 18 لعام 2017 والذي أدخل نظام جواز سفر سريع المسار يحدد الرسوم القنصلية عند منح أو تجديد جواز سفر أو وثيقة سفر للمواطنين السوريين على الفور خلال ثلاثة أيام عمل، بمبلغ 800 دولار أمريكي. في حين أن أولئك الذين يستخدمون نظام الانتظار القياسي، والذي يأخذ ما بين 10 و 21 يوم عمل، يدفعون رسوم قدرها 300 دولار أمريكي. إن تكلفة جواز السفر السوري التي يفرضها النظام مرتفعة للغاية، وهي في الواقع الأعلى في جميع أنحاء العالم.
يقول فاضل عبد الغني ، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: “لم يشهد فرض النظام السوري 800 دولار للحصول على جواز سفر أي إدانة دولية، ولم يكن هناك أي إجراء فعال من قبل المجتمع الدولي لإعطاء المواطن السوري بديلاً عن ابتزاز النظام السوري أو للضغط عليه لتحديد سعر عقلاني مثل بقية العالم”.
يدعو التقرير النظام السوري إلى وقف نهب أموال الشعب السوري وتحديد سعر معقول لجوازات السفر التي لا تتجاوز 20 دولارًا أمريكيًا على غرار بقية دول العالم.
ترجمة وتحرير حكيم خطيب.
هذه نسخة محررة عن المقالة الأصلية.
الكاتب: جوزيف عيد