الكثير من الناس اتصلوا بنا هذا الأسبوع يسألون عن أفضل السبل لدعم اللاجئين السوريين. نعتقد أن هؤلاء اللاجئين هم أنسب من يمكن أن يوجه له هذا السؤال ونعمل معهم في شراكة لرفع مطالبهم. مبدئياً نريد أن نشارك بعض الأفكار المبنية على خبرتنا.
في سوريا، وقد سمعنا ذلك مرات ومرات عديدة بشكل لا بس فيه. أنه لإنهاء هذا النزاع، ولهزيمة داعش، ولكي يعودوا إلى ديارهم، يطالب السوريون بنمطقة حظر جوي.
[one_fourth_last padding=”0 10px 0 10px”][/one_fourth_last]منذ أن أشعلت صورة إيلان عناوين الصحف في العالم، في كل يوم، كان يقتل ستة أطفال في سوريا، غالبيتهم قتلوا بسبب البراميل المتفجرة والصواريخ التي أطلقتها مقاتلات النظام السوري. الشبكة السورية لحقوق الإنسان– وثقت مقتل 3332 طفل ما بين كانون الأول 2015 وحزيران 2015. وسطياً، ذلك يعني مقتل ستة أطفال يومياً خلال هذا العام.
لكن دمائهم وأشلاء جثثهم لا تتصدر صفحات أي صحيفة. ولا أياً من 10,000 طفل الذين قتلوا في الصراع الدائر هناك. ما آلمني هذا الأسبوع كان لوحة الفنانة السورية نداء قادري للطفل إيلان في السماء مع أطفال أخرون يرحبون به: ”أنت محظوظ جداً يا إيلان! نحن ضحايا ذات الحرب لكن لا أحد يهتم لموتنا”. في ضوء هذه المجازر، تركيز الساسة الأوربيين حول قبول أو رفض بضعة آلاف من البشر، احياناً يبعث على الشعور بالسخافة.
الحرب في سوريا قتلت حتى الآن أكثر من 300,000 إنسان وشردت 12 مليون، وأجبرت أكثر من أربعة ملايين على مغادرة البلاد. الأمم المتحدة قالت: ”إنها أكبر أزمة إنسانية في عصرنا”.
لكن ما يجري في سوريا هو أيضاً أزمة سياسات وإنسانية. سوريا ليست زلزال أو كارثة طبيعية، هذه الجرائم لها وكلائها ومنفذيها، ولا أحد أكثر من نظام الأسد، الذي يتحمل المسؤولية عن قتل أكثر من 85% من المدنيين.
منذ العام 2012 يشن النظام السوري حرباً جوية ضد المدنيين السوريين كشكل من العقاب لتجرئهم على المطالبة بالحرية والديمقراطية التي يتمتع بها الناس في أوربا وأمريكا. كما قالت الأمم المتحدة، النظام هو الأكثر قتلاً للمدنيين “indiscriminate aerial weapons”.
القنابل المفضلة هي على الأغلب البراميل المتفجرة،- براميل قديمة صدئة أو حاويات مليئة بمواد شديدة الإنفجار، المسامير، أدوات حادة، وأكثر من ذلك – تُرمى من الطائرات الحوامة من على إرتفاعات شاهقة في السماء. يستهدفون الأسواق، المشافي، المدارس والجوامع. يقتلون المدنيين ويدمرون المجتمعات التي لا تريد أن تكون جزءاً من دائرة العنف.
الخوف من هذه القنابل دفع إلى نزوح جماعي 500,000 شخص فروا من حلب كنتجية للحملة الجوية في أربعة أشهر فقط. عائلة إليان كانت واحدة من تلك العائلات التي هربت من حلب بسبب الهجوم الجوي. إذا استمر المجتمع الدولي في السماح لهذه الهجمات، كل المؤشرات تقول أن نظام الأسد سوف يقصف المدنيين الخارجين عن سيطرته في سوريا.
كل برميل أُسقط يُعمق دائرة العنف والتشدد. كلما تُرك السوريين وحدهم في مواجهة البراميل المفخخة وهجمات الأسلحة الكيمياوية كلما كان من الأصعب الاستماع للأصوات المعتدلة والسلمية. ترك هذه البراميل المفخخة دون رادع سوف يقوي داعش ويجذب المقاتلين الأجانب إلى سوريا. تلك الأزمة ستنفجر على الأراضي الأوربية بهجمات إرهابية أكثر.
في شباط 2014، مجلس الأمن الدولي في لحظة نادرة حظر استخدام البراميل المتفجرة، لكن منذ ذلك الوقت الهجمات فقط إزدادت.
النظام السوري تجاهل مراراً قرارات الأمم المتحدة، والبيانات القوية والتلويح بيد القوى من قبل المجتمع الدولي لم تفعل شيئاً لوقف القتل. مستوى إفلات نظام بشار الأسد والجماعات المسلحة المتمردة من العقاب كان بادياً قبل ثلاثة أسابيع عندما أطلقت المقاتلات الحربية الصواريخ بإتجاه سوق للخضار في دوما حيث قتل 110 مدنياً على الأقل. الهجوم وقع فقط بسبعة صواريخ انطلقت من دمشق حيث كان يجتمع مع منسق الجهود الإغاثية في الأمم المتحدة.
المجتمع الدولي بمقدوره إنهاء هذه الهجمات. وعلى غرار البوسنة من الممكن إقامة منطقة حظر جوي توقف قوى النظام الجوية عن قصف شعبها. منطقة حظر جوي لا تحتاج إلى عملية عسكرية كبيرة. تحالف الدول السبعة وستون بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بطبيعة الحال ينفذ طلعات جوية في المناطق التي تسقط عليها البراميل المفخخة.
حتى الأن، معظم الأشخاص في المملكة المتحدة، الولايات المتحدة وأماكن أخرى والذين يفترض أنهم مهتمون بسوريا يتصرفون ضد إقامة منطقة حظر جوي، قائلين لا يمكننا التدخل عسكرياً. مثل هذه الإجابة تتجاهل حقيقة أن الغرب قد تدخل فعلاً في ضربات ضد تنظيم داعش.
الأن نحن نطالب باستخدام القوة لحماية السوريين، وليس فقط من أجل المخاوف الدولية الأمنية. ثانياً، إن التضامن الحقيقي يأتي من الاستماع وتعميق المطالبة بما يريده السوريون. لذلك نحن نطالب شعوب العالم بالاستماع إلى السوريين الذين يتعاملون على الأرض مع البراميل المتفجرة والذين يقودون حملة تنادي بإقامة منطقة الحظر الجوي. السوريون الأبطال مثل مجموعات القباعات البيضاء، العاملين في القطاع الطبي ونشطاء اللاعنف كوكب سوريا.
السوريون لا يريدون إعادة توطينهم في بلاد بعيدة أو على حزم المساعدات المتضائلة بشكل دائم. هم يريدون ما يريده كل إنسان، العيش في أوطانهم بأمان وكرامة. منطقة الحظر الجوي ستوقف تزايد الناس الهاربين، وستسمح عودة الملايين إلى ديارهم وستساعد في إزدهار المجتمع المدني. بل أكثر من ذلك فإنها سوف تساعد على تهيئة ظروف حقيقة في محادثات مدعومة دولياً.
في حين يستمر الساسة الأوربين في الصراع على أماكن توزيع بضعة آلاف من اللاجئين دون معالجة جذور القضية السورية، سوف نرى المزيد والمزيد من الأطفال المجروفين إلى الشواطئ الأوربية والمزيد من عشرات آلاف الأطفال المذبوحين في سوريا. يجب علينا جميعاً أن نطالب حكوماتنا لدعم إقامة منطقة حظر جوي.
يمكنكم الانضمام إلى اصحاب القبعات البيضاء هنا.
بالتعاون مع الحملة السورية.
[starbox id=”none”]