الإنسان في سوريا وصلت لحدود مابعد الحرب في سوريا. لقد وصلوا للإنسان الذي يتوجب على كل واحد منا ان يتعرف عليه كأبو فرج، 30 عاما، كان تحت الحصار في دوما في الغوطة الشرقية للعامين الماضيين. هذه قصة أبو فرج.
شاركت في الخامس والعشرين من شهر آذار عام 2011 في الاعتصام الأول في دوما، وعند منتصف الليل قامت قوات الأمن باجتياح الساحة، وتعرضت لضرب عنيفٍ على رأسي لدرجة أنني فقدت ذاكرتي. بعدها تم اعتقالي ولم يصدق المحققون بطبيعة الحال أنني فاقد للذاكرة، وتعرضت للتعذيب المتواصل لمدة سبعة أشهر في معظم أفرع الأمن التابعة للنظام السوري، وقضيت معظم المدة في السجون الانفرادية.
كم كانت صعبة تلك الليالي التي مرت ولم أكن أتذكر فيها من أنا ولماذا يتم تعذيبي وحيداً في جحر مظلم وبارد. لا اعرف كم مرة تمنيت الموت، ولكن شيئاً ما في داخلي دفعني للتمسك بالحياة.
بعد أن ملَّ السجانون من تعذيبي تم تحويلي إلى سجن عدرا المركزي قرب دمشق، حيث مكثت عاماً كاملاً، بعدها تمت محاكمتي وصدر الحكم بالبراءة.
[one_fourth_last padding=”0 10px 0 10px”][/one_fourth_last]
خرجت من السجن في الشهر الأول من عام 2013 لأجد دوما محررة من قوات النظام، قررت العودة إليها وانضممت إلى الجيش السوري الحر، قلت لنفسي أنه آن أوان الانتقام من الذين قاموا بتعذيبي وسجني لأسباب لم أذكرها بالضبط، وشاركت في معارك كثيرة من بينها معركة تحرير مطار مرج السلطان بريف دمشق.
في منتصف الشهر الثالث من عام 2014، وفي قصف للطيران الحربي على المدينة تلقيتُ صدمة قوية على الرأس، وعندما استفقت وجدت أنني قد استعدت الذاكرة تماماً، وتذكرت أنني ميكانيكي، ولذلك استأجرت هذا الدكان الصغير وعدت للعمل .
أحيانا أشعر أني عشت حياتين، وأنني ولدت مرتين، وفي الحياة الثانية أظن أني تعلمت الكثير، وكان الصبر على المحن أهم ما تعلمته، كذلك تعلمت ألا أفقد الأمل مهما كان حجم الألم، لأنه إذا صبر الإنسان بما يكفي على المصاعب، فإن الغد سيحمل الحل حتماً
أبو فرج، 30 سنة، متزوج وقد أتى مولوده البكر قبل اسبوع من التقاط الصورة وأسماه فرج.
بالتعاون مع الإنسان في سوريا
[starbox id=”none”]