يقدَّر عدد المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون إلى العراق وسوريا منذ نشوب الحرب في عام 2011 بين 27000 و31000 مقاتل، وفي تقييم محدث عن تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، تظهر الدراسات أن هناك زيادة كبيرة في عدد المقاتلين الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا، وقد قدرت البيانات المقدمة من قِبل مجموعة صوفان في عام 2014 أن عدد المقاتلين الأجانب هو تقريباً 12000 من 81 بلداً، وكان يعتقد أن عدد الجهاديين الأجانب القادمين من الدول الغربية لا يتجاوز 3000: “حوالي 2500 من الدول الغربية، معظمهم قادمون من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا”، وفقاً لتقرير صوفان الأوّلي حول المقاتلين الأجانب في سوريا، الآن يتجاوز العدد 27000 مقاتل أجنبي من 86 دولة على الأقل.
في حين أن أرقاماً دقيقة حول عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يصعب التحقق منها، وكذلك أعداد الذين يعودون إلى بلدانهم الأصلية، إلا أن المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ريان تراباني يقول: “إلا أن هذا المجموع الجديد يعكس زيادة في أعداد المقاتلين بسبب ازدياد قوة التجنيد منذ يونيو/حزيران 2014 تبعاً للنجاحات الميدانية وإعلان الخلافة وزيادة النشاطات في ساحة المعركة والاستخبارات الإضافية”.
وقالت مجموعة صوفان: “على الرغم من الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء الدولة الإسلامية ووقف تدفق المسلحين إلى سوريا، فإن عدد المقاتلين الأجانب ارتفع إلى أكثر من الضعف”، هذا يدل على أن تأثير الجهود المبذولة لاحتواء تدفق الجهاديين الأجانب الذين ينتسبون إلى الجماعات المتطرفة في سوريا محدودة.
في حين شهدت بعض المناطق في العالم زيادة كبيرة في عدد المقاتلين الأجانب، شهدت بعض مناطق أخرى ركوداً نسبياً.
على سبيل المثال، على عكس أميركا الشمالية، عدد القادمين من أوروبا الغربية قد تضاعف منذ يونيو 2014، ومع ذلك فإن بيانات مجموعة صوفان تشير إلى ازدياد عدد المقاتلين الأجانب في جميع مناطق العالم.
- في أوروبا الغربية ارتفع العدد من حوالي 2000 في عام 2014 إلى 5000 في عام 2015.
- في الجمهوريات السوفييتية السابقة ارتفع العدد من حوالي 1000 في عام 2014 إلى ما يقارب 5000 في عام 2015.
- في المغرب العربي ارتفع العدد من حوالي 5000 في عام 2014 إلى 8000 في عام 2015.
- في أميركا الشمالية ارتفع العدد من بضع مئات في عام 2014 إلى ما يقارب 1000 في عام 2015.
- في الشرق الأوسط ارتفع العدد من حوالي 3000 في عام 2014 إلى ما يقارب 8500 في عام 2015.
- في جنوب شرق آسيا ارتفع العدد من حوالي 100 في عام 2014 إلى ما يقارب 1000 في عام 2015.
- وفي البلقان ارتفع العدد من بضع مئات في عام 2014 إلى أكثر من 1000 في عام 2015.
في حين أن أعداد القادمين من تونس (6000) والسعودية (2500) والأردن (2000) في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي ما زالت تتفوق على الدول الأخرى من حيث العدد، إلا أن أعداد القادمين من روسيا (2400) ومن تركيا (2100) لا تزال على رأس القائمة.
ووفقاً للتقرير ذاته، فإن معدل العائدين إلى الدول الغربية الآن يقدر بحوالي 20 – 30%.
هذا يطرح تحديات أمنية جديدة، وبالإضافة إلى ذلك فإن التقرير يخلص أيضاً إلى أن “دافع الناس إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة يبقى شخصياً أكثر مما هو سياسياً”.
الحرب الأهلية السورية، وفقاً لتقييم التقرير “لن تنتهي قريباً” على الرغم من أن داعش أصبحت تحت المزيد من الضغوط مقارنة بالوضع الذي كانت عليه في شهر يونيو عام 2014؛ حيث إنها “من المرجح أن تبقى على قيد الحياة بشكل ما لفترة طويلة”.
في حين يركز التقرير فقط على المقاتلين الأجانب الذين قاموا بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق، فإن هناك أيضاً الآلاف من المقاتلين الذين قاموا بالانضمام إلى نظام الأسد؛ حيث إن معظمهم أتوا من العراق وإيران وأفغانستان. في حال تمت المحاولة من خلال تحقيقات مستقبلية لوضع أرقام تقريبية لعدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى كل الأطراف المتنازعة في سوريا والعراق، فإن هذه الأرقام يمكن أن تفوق أعداد المقاتلين الأجانب في الحرب الأفغانية؛ حيث إنه يمكن أن يصل إلى الضعف.
الكاتب حكيم الخطيب
المصدر باللغة الانكليزية MPC Journal
ترجمة فريق إم بي سي جورنال
[starbox id=”none”]