عدنان أوكتار…ابتغاء رضا الله في أجواء نسائية
كاتب مثير للجدل في تركيا وزعيم جماعة دينية من نوعها غريبة. يقدم نفسه كمفكر إسلامي عصري وداعية لأوساط منفتحة غنية ومدافع عن نظرية الخَلْق الإسلامية ومناقض للماسونية وأفكار الإلحاد المادية. شهير ببرامج تلفزيون دينية مع نساء بملابس خفيفة عصرية، أبلغ بعض أهلهن عنه الشرطة فتصدر اعتقاله (2018) عناوين الصحافة. اُتهم في التسعينيات بتعاطي مخدرات وفضائح جنسية وهو ما ينفيه بشدة. حكيم خطيب والتفاصيل.
في الحادي عشر من تمُّوز/يوليو 2018، تم إلقاء القبض على زعيم الطائفة والداعية التلفزيوني عدنان أوكتار من قِبَل الشرطة التركية – مع مائتين واثنين وثلاثين شخصًا آخرين على ارتباط به. وعدنان أوكتار متَّهم بعدة تهم من بينها الاحتيال وانتهاكات جنسية، بالإضافة إلى اتِّهامه بتأسيس جماعة إجرامية.
بعدما قام العديد من الأشخاص المعنيين – المتراوحة أعمارهم بين الحادية عشرة والأربعين عامًا – برفع دعاوى قضائية ضدَّه، قامت شرطة إسطنبول بتفتيش مائة وعشرين بيتًا ومكتبًا. وقد حمَّل عدنان أوكتار “الدولة البريطانية العميقة” المسؤولية عن اعتقاله واعتقال العشرات من مؤيِّديه في إسطنبول.
من هوالتلفزيوني التركي عدنان أوكتار؟
عدنان أوكتار زعيم جماعة دينية، وهو معروف بظهوره في برامج نقاشية تلفزيونية مع نساء (أدبيًا: حريم) أكثر من كونه له العديد من المساهمات الفكرية
غير أنَّ هذا ليس كلَّ شيء: إذ إنَّ أوكتار المولود في الثاني من شباط/فبراير 1956 في العاصمة التركية أنقرة، يعتبر من أشدّ المؤمنين بنظرية الخلق وقد ألَّف تحت اسم هارون يحيى (المستمد من اسمَيْ النبِيَّيْن هارون ويحيى) عدة كتب مبهمة حول نظرية الخلق والماسونية.
في عام 2006 ألَّف عدنان أوكتار كتابًا بعنوان “أطلس الخَلْق“، حيث أكَّد أنَّ نظرية التطوُّر لداروين تعتبر أساس الإرهاب العالمي. وبحسب رأيه فإنَّ نظرة التطوُّر هي عقيدة شريرة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالمادية والنازية والشيوعية والبوذية. يتشابه الكثير من ادعاءات عدنان أوكتار مع نظرية الخَلْق المسيحية الأصولية، غير أنَّها أكثر مخالفة للعقل والمنطق. وعلى موقعه الإلكتروني يدعي أنَّه كتب أكثر من ثلاثمائة كتاب تمت ترجمتها – بحسب تعبيره – إلى ثلاث وسبعين لغة.
في السنوات الأخيرة، سعى عدنان أوكتار مع مجموعة أتباعه إلى تفنيد الإلحاد والداروينية والصهيونية. وكان يتم دعمه من قِبَل “مؤسَّسة البحث العلمي” (BAV) المعروفة بتوجُّهها الخَلْقي والمعادي لنظرية التطوُّر. على سبيل المثال، تمكَّن عدنان أوكتار من كتابة عمود في صحيفة “مللي غازيته” الإلكترونية المموَّلة من قِبَل “مؤسَّسة البحث العلمي” (BAV)، وكذلك من تنظيم مؤتمرات للتعريف بوجهة نظره.
في عام 1979 درس عدنان أوكتار في كلية الفنون الجميلة بجامعة المعمار سنان الحكومية في إسطنبول. وبعد فترة توقَّف عن دراسته في كلية الفنون الجميلة والتحق بكلية التاريخ والفلسفة في جامعة إسطنبول، حيث ألغى مرة أخرى وبسرعة تسجيله الجامعي من دون أن يتخرَّج.
طُرق غير تقليدية لعقول بسيطة
يقدِّم عدنان أوكتار برامج حوارية على محطته التلفزيونية A9، يتحدَّث فيها حول القيم الإسلامية ويرقص في بعض الأحيان مع شابات يطلق عليهن اسم “قطط” ويغنِّي مع شباب يصفهم بأنَّهم “أسوده“. يناقش عدنان أوكتار في برنامجه وهو محاط بالنساء مسائل دينية واجتماعية، من أجل تعزيز نظرية الخلق.
ولذلك فقد تم وصفه في مختلف وسائل الإعلام التركية على أنَّه “زعيم الجماعة الأكثر إثارة للشبهات في تركيا“.
في شهر شباط/فبراير 2018 تم إيقاف برنامجه التلفزيوني من قِبَل دائرة الرقابة التلفزيونية التركية، بحجة انتهاكه المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة. وكان هذا البرنامج يجمع بين النقاشات الفقهية والرقص.
بعدما تعرِّض عدنان أوكتار في الحادي والثلاثين من كانون الثاني/يناير 2018 لهجوم لفظي حاد من قِبَل رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانيت)، تبادل الاثنان الهجمات اللفظية. ورُفعت ضدَّه في تلك الأثناء دعاوى قضائية من قِبَل العديد من آباء وأشقاء “نسائه وحريمه“.
هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها عدنان أوكتار في نزاع مع القانون. فقد تم اعتقاله عدة مرات في العقود الماضية، لأسباب من بينها حيازته مخدِّرات، وكذلك لقد تمت إحالته عدة أشهر إلى مستشفى للأمراض العقلية.
الكاتب حكيم خطيب باحث أكاديمي يعمل كمحاضر في الصحافة والتواصل بين الثقافات والسياسة وثقافة الشرق الأوسط في جامعة فولدا للعلوم التطبيقية وجامعة فيليب في ماربورغ بألمانيا، مختص في دمج الدين في الحياة السياسية والخطاب السياسي في الشرق الأوسط. وهو كذلك رئيس تحرير المجلة الإلكترونية “سياسات وثقافات المشرق” (إم بي سي جورنال).
ترجمة: رائد الباش
المادة بالإنكليزية موجودة هنا.
[starbox id=”none”]