عند اتصالنا بدائرة الطب العدلي تبين لنا، من خلال إحصائية أولية من داخل المدينة، أن عدد الأشخاص الذين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد وصل إلى 201 شخص تقريباً خلال الفترة الممتدة ما بين 10 حزيران ولغاية تموز من العام الجاري. حيث نفذ التنظيم عقوبة الإعدام بطرق مختلقة وباتهامات عديدة طالت مرشحين في الانتخابات السابقة وإعلاميين وأعضاء منظمات غير حكومية وإفراد من الجيش والشرطة العراقية وأشخاص اتهموا بالتجسس لصالح الحكومة العراقية وحكومة كردستان إضافة للمعارضين للتنظيم، وهناك عدد كبير من الذين تم قتلهم بموجب أحكام إعدام تتعارض مع القوانين الجنائية العراقية.
[one_fourth_last padding=”0 10px 0 10px”][/one_fourth_last]تجنيد الأطفال :
يستمر تنظيم داعش بتجنيد الأطفال دون سن 18 في صفوفه من خلال إغرائهم بالأموال والسلاح وبأساليب غسل الأدمغة وذلك بإقناعهم أن التجنيد وسيلة للدفاع عن الدين الإسلامي والمذهب السني، وقد تم إحصاء 200 طفل لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة يتلقون دروس توعية في منهج وأهداف التنظيم، وذلك من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المتطوعين وخصوصاً فئة الأطفال، ومن ثم يتم إخضاعهم للتدريب البدني والعسكري خلال فترة 90 يوم تكون على درجة عالية من الحزم وتشمل التدريب على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتكون إجراءات التطوع بملء إستمارة وتزويد التنظيم بمعلومات كاملة تتضمن المهارات الشخصية إضافة لبعض الأسئلة لتحديد الميول الفكري لدى المتطوع بشرط أن يكون المتطوع من العرب السنة حصراً.
بتاريخ 7 تموز 2015 قام التنظيم بتدريب 95 من الأطفال الأسرى لديه من الأيزيديين والشيعة الذين كان قد اختطفهم خلال اجتياحه مناطق قضاء سنجار وتلعفر بعد أحداث 3 آب 2014، وكان التنظيم قد احتجزهم سابقاً في معسكرات محافظة الرقة بالقرب من الحدود السورية العراقية، وثم تم نقلهم إلى الموصل، وهم الآن متواجدون داخل بناء دار الزهور لرعاية الأيتام والطفولة والذي يقع في حي المحاربين في الجانب الغربي من مدينة الموصل.
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عمالة الأطفال الذين دعتهم الحاجة الاقتصادية لمساعدة ذويهم، حيث يقوم الأطفال بالتجوال قرب الإشارات المرورية والتقاطعات لبيع الخضار والفواكه والوقود والمواد الغذائية من أجل الحصول على القوت اليومي، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور جداً في مدينة الموصل بعد إنقطاع الطرق التجارية المؤدية إليها.
من الجدير ذكره أن تأخر عمليات تحرير مدينة الموصل يشكل عاملاً رئيسياً في ازياد أعداد العاطلين عن العمل بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي يدفع عدد كبير من الأطفال والشباب إلى الإنضمام لتنظيم داعش بهدف إعالة أسرهم على خلفية تدهور سوق العمل حيث يدفع التنظيم راتباً شهرياً مبلغ 500$ للشاب الواحد ومبلغ 300$ للطفل دون 18 سنة.
حقوق المرأة :
مازالت المرأة الموصلية تعاني من التهميش والاضطهاد من قبل عناصر التنظيم وذلك بفرض القوانين والعقوبات بحقها، إضافة للسلوك غير الإنساني الذي يقيد حريتهن الشخصية، وأبرز ما يولد الخوف المستمر لدى النساء من الخروج إلى الشوارع والأسواق والتبضع هو وحشية عناصر الشرطة النسائية أو ما يسمى (ديوان الحسبة النسائي) الذي يفرض على النساء ارتداء الملابس وفق التصميم الأفغاني، وقد ذكرت مصادرنا بعض الحالات التي وقعت في المدينة ومنها قصة ضرب إمرأة حامل كانت في حالة مخاض ولم تكن ترتدي النقاب الإفغاني حيث تعرضت عند وصولها إلى أبواب المستشفى للاعتقال من قبل دورية من عناصر الشرطة النسائية الذين قاموا بجلدها 17 جلدة، دون أي مراعاة لحالتها الحرجة، ومن ثم تم اعتقال زوجها وفرض عقوبة 70 جلدة بحقه وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة، وكانت النتيجة أن أنجبت المرأة الحامل عند أبواب المستشفى وبعد ذلك توفيت نتيجة النزيف الحاد ومنعها من الوصل إلى صالات الولادة حيث كانت بحاجة لإجراء عملية قيصرية.
كما شوهدت حالة أخرى في سوق السرجخانة على الساحل الشرقي للمدينة، حيث قامت ثلاث نساء من الشرطة النسائية اللواتي يحملن الجنسية الروسية ورابعة من الجنسية اليمنية بضرب 11 امرأة في أحد محال بيع الملابس النسائية على الرغم من إرتدائهم النقاب الافغاني الملزم، وكانت من بين النساء فتاة تبلغ من العمر 17 سنة توفيت بسبب ضيق تنفس (مرض الربو) نتيجة الضرب المبرح والوحشي، وذكرت مصادرنا بأن الشرطيات كانت تتراوح أطول قامتهن ما بين (180 سم الى 190 سم)، ولم تغادر مفرزة الشرطة النسائية مكان وقوع الحادث ولم يكترثوا بموت الفتاة.
بتاريخ 18 حزيران 2015 أصدرداعش تعليمات بمنع خروج المرأة خلال شهر رمضان إلا في حالات الطوارئ، كالذهاب إلى المستشفى بشرط مرافقة رجل يكون من أحد أقاربها من الدرجة الأولى بعد أخذ موافقة التنظيم على خروجها.
كما سجلت 7 حالات انتحار في الشهرين المنصرمين لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 19-30 عاماً بسبب القمع وتقييد الحريات وما ينتج عنه من وضع نفسي سيء وبالتالي عدم القدرة على تحمل الضغط الذي يمارسهالتنظيم بحق الإناث.
أيضاً ذكرت مصادرنا أن غالبية السجون النسائية الرئيسة (سجن التسفيرات، قرب جامعة الموصل) تعرضت لقصف طائرات التحالف، فقام التنظيم بعد ذلك بإنشاء سجون سرية في الدور السكنية التي استولى عليها والتي تعود ملكيتها إلى أهالي مدينة الموصل الذين هربوا إلى خارج المدينة، ولم تتوفر لدينا المعلومات أين تقع تلك السجون السرية وكم عدد السجينات.
وضع الشباب:
فرض تنظيم داعش على شباب مدينة الموصل مجموعة تعليمات وقوانين تمنعهم من ممارسة الكثير من الحقوق، ومنها عدم حلاقة الشعر واللحية وإلزامهم بحلق الشارب، وبسبب هذه التعليمات فإن 50% من شباب المدينة تقريباً لا يخرجون من منازلهم إلا في حالات الضرورة، وذلك بغية تجنب إعتراضهم من قبل عناصرالتنظيم، وقد سجلت 11 حالات ضرب بالعصي لشباب كانوا يرتدون قمصان وسراويل ملونة أو من الجينز الضيق، حيث يفرض التنظيم عقوبة لكل من يخالف هذه التعليمات 20 جلدة ودفع غرامة مالية مقدارها 50 دولار أمريكي ويتم احتجازه ولا يطلق سراحه إلا بعد أن يغير ملابسه وأن تنمو لحيته بطول قبضة اليد وأغلب شباب المدينة يلتزمون بالتعليمات تخوفاً من العقوبة.
بالتعاون مع المعهد العراقي للتنمية، تستند المعلومات إلى تقرير حالة مدينة الموصل بين 1 يونيو 2015 و 31 يوليو 2015 رقم # 3.
[starbox id=”none”]